::: توضيح لطيف حول الغيبة المباحة :::
للشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تــعالى
══════ ❁✿❁ ══════
❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَالُ:
[ﻫَﻞْ ﻳُﻜﺘﻔَﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺒﺪﻋﻲّ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺩّ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘّﺴﻤﻴﺔ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ؟]
❪✵❫ الجَــ↶ـــوَابُ:
《 ﻏﻴﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒِﺪَﻉ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒَﺔ ﺍﻟﻤُﺤﺮّﻣﺔ، ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺻُﻮﺭَﺓ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨّﺼﻴﺤﺔ
ﻭﻗﺪ ﺑﻴّﻦ ﺫﻟﻚَ ﻋُﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻠﻪِ ﺍﻟﺤﻤﺪُ، ﻭﻋﻨﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪِ (ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ) ؛ (ﺑﺎﺏ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ) ؛ (ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳُﺒﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ) ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺒَﺎﺡ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ.
❍ ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻟﻜُﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓً ﻧﻀﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻُﻮَﺭ:
ﺍﻵﻥ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻙ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﻐﻰ ﻳﺨﻄﺐ ﺑﻨﺘﻚ ﺃﺧﺘﻚ ﺃﻣّﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺍﻟﻮﻟﻲّ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻻّ ﻷ ؟!
ﻃﻴِّﺐ، ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﺣﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻻّ ﻷ ؟!
ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻏﻴﺒﺔ ؟ ﻏﻴﺒﺔٌ؛ ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻣُﺒﺎﺣﺔٌ ﻭﻻّ ﻷ؟! ﻷﻧّﻬﺎ ﻧﺼﻴﺤﺔ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴِّﺊ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻚ ﺳﻴِّﺊ، ﻓﺄﻧﺖَ ﺗﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﻭﻻّﻙ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻬِﻦّ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺼﻴﺤﺔِ.
❍ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕَّ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻣَﻞَ ﻣﻊَ ﺷﺨﺺٍ ﺑﺎﻟﺪِّﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪِّﺭﻫَﻢ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪُ: ﻫﻞ ﻫُﻮَ ﺃﻣﻴﻦ؟ ﻭﻻّ ﻏﻴﺮ ﺃﻣﻴﻦ؟ ﺻﺎﺩﻕ؟ ﻭﻻّ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﺩﻕ؟ ﻓﻴﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮ
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻚَ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺟﺎﺭُﻩُ ﺃﻭ ﺃﻧﺎ ﻛُﻨﺖُ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻟَﻪُ -ﻧﻌﻢ-؛ ﺃﻭ ﻗﻀﻴّﺔ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺍﺧﺘﻠﺲَ ﻣﻨِّﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؛ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻫُﻮ ﻃَﻌْﻦ ﻓﻴﻪ؟ ﻃَﻌْﻦٌ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻫُﻮَ ﻏﻴﺒﺔ ﻭﻻّ ﻧﺼﻴﺤَﺔ ؟! ﻧﺼﻴﺤﺔٌ.
❍ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺸّﻬﻮﺩ ﻳُﺆﺗَﻰ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﺬﺍ: ﻓﻴﻦ ﺷﻬﻮﺩﻙ؟ ﺷﻬﻮﺩﻱ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ، ﻳﺄﺗِﻲ ﺍﻟﻤُﺪَّﻋَﻰ ﻋﻠﻴﻪِ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺆﻻﺀ؛ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺠﺮﻭﺣﻮﻥ ﻣﺎ ﻫُﻢ ﻋُﺪﻭﻝٌ؛ ﻛﻴﻒ؟
ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺳﻖٌ ﻓﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﺄﺗِﻲ ﺑﻤﺎ ﻳُﺜﺒِﺖ ﻃﻌﻨَﻪُ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ؛ ﻳﺮُﺩّﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻻ ﻳُﺠﻴﺰ ﺷﻬﺎﺩَﺗَﻬُﻢ ﻷﺟﻞ ﺇﻳﺶ؟ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﻆِ ﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨّﺎﺱ.
⇦ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﻷﺟﻞ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺪّﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪِّﺭﻫﻢ ﺃﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯُ ﻟﺪﻳﻦِ ﺍﻟﻠﻪِ -ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ-؟!
ﻓَﻴُﺴﻤّﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻻ ﻳُﻌﺪُّ ﺫﻟﻚَ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔِ.
❍ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻄّﻌﻦُ ﻓﻲ ﺭُﻭﺍﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭُﻭَﺍﺓ ﺍﻟﺴُّﻨّﺔ ﺍﻟﻄّﻌﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺑﺎﻟﻀّﻌﻒ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺳﺮﻗﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻫﺬﺍ ﻛُﻠُّﻪُ ﻟﺤﻔﻆِ ﺳُﻨّﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪِ ﻭﺳﻠَّﻢَ-.
ﻓﻼﺑُﺪَّ ﻣﻦ ﺫﻟﻚَ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﺑُﻪُ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨّﺼﻴﺤﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻭﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﻣﺴﺠﺪٍ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﻣَّﺴﺎﺟِﺪِ ﺍﻟﻤُﺴﻠِﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﺣﺘّﻰ ﻭﺍﻗﺮﺅﻭﺍ ﻫﺬﺍ.
● ﻟﻜﻦ -ﻟﻸﺳَﻒ- ﺃﻥْ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪّﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﺘﺎﺝُ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ، ﻭﺗﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴِّﻨَﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﺪﻧَﺎ ﻧﺤﻦُ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻤُﺴﻠِﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﻨِﻨَﺎ ﺑﺎﻟﻀّﺮﻭﺭﺓ ﺃﺻﺒﺤﺖ، ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚَ ﺇﻻّ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ، ﻋﺎﻓﺎﻧﺎَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻭﺇﻳَّﺎﻛُﻢ ﻣِﻨْﻬُﻢ》 .
ــــــــــــــ
ﻣﻦ ﻟِّﻘﺎﺀ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ: ﻣُﺤﻤّﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲّ -ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓِ ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻳﻮﻡ: 19 / ﻣُﺤﺮّﻡ / 1435ﻫـ.
للشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تــعالى
══════ ❁✿❁ ══════
❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَالُ:
[ﻫَﻞْ ﻳُﻜﺘﻔَﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺒﺪﻋﻲّ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺩّ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘّﺴﻤﻴﺔ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ؟]
❪✵❫ الجَــ↶ـــوَابُ:
《 ﻏﻴﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒِﺪَﻉ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒَﺔ ﺍﻟﻤُﺤﺮّﻣﺔ، ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺻُﻮﺭَﺓ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨّﺼﻴﺤﺔ
ﻭﻗﺪ ﺑﻴّﻦ ﺫﻟﻚَ ﻋُﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻠﻪِ ﺍﻟﺤﻤﺪُ، ﻭﻋﻨﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪِ (ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ) ؛ (ﺑﺎﺏ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ) ؛ (ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳُﺒﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ) ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺒَﺎﺡ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ.
❍ ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻟﻜُﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓً ﻧﻀﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻُﻮَﺭ:
ﺍﻵﻥ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻙ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﻐﻰ ﻳﺨﻄﺐ ﺑﻨﺘﻚ ﺃﺧﺘﻚ ﺃﻣّﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺍﻟﻮﻟﻲّ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻻّ ﻷ ؟!
ﻃﻴِّﺐ، ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﺣﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻻّ ﻷ ؟!
ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻏﻴﺒﺔ ؟ ﻏﻴﺒﺔٌ؛ ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻣُﺒﺎﺣﺔٌ ﻭﻻّ ﻷ؟! ﻷﻧّﻬﺎ ﻧﺼﻴﺤﺔ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴِّﺊ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻚ ﺳﻴِّﺊ، ﻓﺄﻧﺖَ ﺗﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﻭﻻّﻙ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻬِﻦّ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺼﻴﺤﺔِ.
❍ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕَّ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻣَﻞَ ﻣﻊَ ﺷﺨﺺٍ ﺑﺎﻟﺪِّﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪِّﺭﻫَﻢ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪُ: ﻫﻞ ﻫُﻮَ ﺃﻣﻴﻦ؟ ﻭﻻّ ﻏﻴﺮ ﺃﻣﻴﻦ؟ ﺻﺎﺩﻕ؟ ﻭﻻّ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﺩﻕ؟ ﻓﻴﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮ
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻚَ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺟﺎﺭُﻩُ ﺃﻭ ﺃﻧﺎ ﻛُﻨﺖُ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻟَﻪُ -ﻧﻌﻢ-؛ ﺃﻭ ﻗﻀﻴّﺔ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺍﺧﺘﻠﺲَ ﻣﻨِّﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؛ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻫُﻮ ﻃَﻌْﻦ ﻓﻴﻪ؟ ﻃَﻌْﻦٌ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻫُﻮَ ﻏﻴﺒﺔ ﻭﻻّ ﻧﺼﻴﺤَﺔ ؟! ﻧﺼﻴﺤﺔٌ.
❍ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺸّﻬﻮﺩ ﻳُﺆﺗَﻰ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﺬﺍ: ﻓﻴﻦ ﺷﻬﻮﺩﻙ؟ ﺷﻬﻮﺩﻱ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ، ﻳﺄﺗِﻲ ﺍﻟﻤُﺪَّﻋَﻰ ﻋﻠﻴﻪِ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺆﻻﺀ؛ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺠﺮﻭﺣﻮﻥ ﻣﺎ ﻫُﻢ ﻋُﺪﻭﻝٌ؛ ﻛﻴﻒ؟
ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺳﻖٌ ﻓﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﺄﺗِﻲ ﺑﻤﺎ ﻳُﺜﺒِﺖ ﻃﻌﻨَﻪُ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ؛ ﻳﺮُﺩّﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻻ ﻳُﺠﻴﺰ ﺷﻬﺎﺩَﺗَﻬُﻢ ﻷﺟﻞ ﺇﻳﺶ؟ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﻆِ ﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨّﺎﺱ.
⇦ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﻷﺟﻞ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺪّﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪِّﺭﻫﻢ ﺃﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯُ ﻟﺪﻳﻦِ ﺍﻟﻠﻪِ -ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ-؟!
ﻓَﻴُﺴﻤّﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻻ ﻳُﻌﺪُّ ﺫﻟﻚَ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔِ.
❍ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻄّﻌﻦُ ﻓﻲ ﺭُﻭﺍﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭُﻭَﺍﺓ ﺍﻟﺴُّﻨّﺔ ﺍﻟﻄّﻌﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺑﺎﻟﻀّﻌﻒ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺳﺮﻗﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻫﺬﺍ ﻛُﻠُّﻪُ ﻟﺤﻔﻆِ ﺳُﻨّﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪِ ﻭﺳﻠَّﻢَ-.
ﻓﻼﺑُﺪَّ ﻣﻦ ﺫﻟﻚَ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﺑُﻪُ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨّﺼﻴﺤﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻭﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﻣﺴﺠﺪٍ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﻣَّﺴﺎﺟِﺪِ ﺍﻟﻤُﺴﻠِﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﺣﺘّﻰ ﻭﺍﻗﺮﺅﻭﺍ ﻫﺬﺍ.
● ﻟﻜﻦ -ﻟﻸﺳَﻒ- ﺃﻥْ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪّﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﺘﺎﺝُ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ، ﻭﺗﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴِّﻨَﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﺪﻧَﺎ ﻧﺤﻦُ ﻣﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻤُﺴﻠِﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﻨِﻨَﺎ ﺑﺎﻟﻀّﺮﻭﺭﺓ ﺃﺻﺒﺤﺖ، ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚَ ﺇﻻّ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ، ﻋﺎﻓﺎﻧﺎَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻭﺇﻳَّﺎﻛُﻢ ﻣِﻨْﻬُﻢ》 .
ــــــــــــــ
ﻣﻦ ﻟِّﻘﺎﺀ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ: ﻣُﺤﻤّﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲّ -ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓِ ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻳﻮﻡ: 19 / ﻣُﺤﺮّﻡ / 1435ﻫـ.